الجزء الأول
ولدت فاطمة لأب وأم فقيري الحال ويعيشون في أحد الأحياء الشعبية وكانت هي الأخت الكبري لثلاث بنات تليها ندا ودعاء هي الأصغر وكن جميعا في المراحل الأولي من التعليم فاطمة كانت في السنة الثانية في المرحلة الثانوية وكانت مجتهدة في دراستها وتشعر أن عليها مسؤلية الإلتحاق بالجامعه وكان حلمها أن تكون مهندسة وتتخرج لتساعد والدها علي الحياة وتكمل تعليم أخواتها وكثيرا ما كانت تشعر بنظرات أبيها حين ينظر إليها وكأنه يقول في نفسه بحسرة وألم يعينه علي الحياة ويتحمل مسؤلية الأسرة من بعده وكانت فاطمة تعرف هذا وتخفيه بين ضلوعها ولكن كانت عزيمتها قوية وتريد أن تثبت لأبوها أنها أحسن من الولد مما كان يدفعها للسهر علي دروسها وقد نست أنها بنت وماتفعله البنات في هذا السن فلم تعرف المراهقة وأحاسيسها بل أفرغت كل أهتمامها لهدفها ألا وهو أن تثبت لأبوها انها أفضل من الولد وتستطيع أن تقوم بالدور الذي كان يمكن أن يقوم به الولد وكأن القدر كان يهيؤها لما هو قادم .وكانت زميلاتها في المدرسة يحسدونها علي تفوقها عليهم إلا صديقتها مريم كانت قريبة من فاطمة وتشعر بها وتسكن قريبة من بيت فاطمة وكانا يتزاوران أحيانا ولكن كانت مريم أحسن حالا من أسرة فاطمة فوالدها رجل ميسور الحال يملك محلا للملابس الجاهزة وكان عطوفا ودودا وكلما رأي فاطمة مع أبنته يداعبها ويغازلها وفاطمة تضحك معه وتراه في سن والدها وكان لمريم أخ أكبر منها وهو في السنة النهائية بكلية الهندسة وكانت مريم إذا رأته تحمر وجنتاها وترتبك في كلامها وهى لاتعرف ماسبب هذه الحالة ولاحظت مريم مايحدث عند أي لقاء عابر وبمجرد أن يتواجد فيه أخوها تتبدل أحوال صديقتها وحاولت أن تجد تفسير ولكن هي تعلم أن فاطمة خجولة بطبعها ولاتتكلم مع الشباب وأنها لاتهتم بأمور الحب والعشق كما تفعل البنات في مثل سنها ولكن يبدو أن فاطمة لم تكن تدرى أن لها قلب مثل كل البنات يخفق كما تخفق كل قلوب العذاري وتمر الأيام والشهور وبينما هي عائدة من المدرسة وتحتضن حقيبتها المدرسيه وتمشي وعيونها للأرض حياء وخجلا فإذا بها تفاجأ باقدام توقفت أمامها لترفع عينها فتجد رامي يقف متسمرا أمامها والبسمة علي شفتيه وكانت لحظة غريبة علي فاطمة فهذه أول مرة يستوقفها شاب ويبتسم لها وخفق قلبها وأحمرت وجنتاها وأرتعشت يداها وسقطت الحقيبة من بين أحضانها وينحنى رامى ليلتقطها من الأرض وفي نفس اللحظة تكون فاطمة تفعل نفس الشئ وتلتقي ألأعين وتتكلم بما لم تتكلمه الألسن وتتناول منه الحقيبة وتلامس يده يدها ويزداد خجلها وأرتباكها وضربات قلبها وينطق رامي بأول كلمة لها فاطمة أحبك وتسرع فاطمة بالهروب من أمامه وشئ ما قد حدث بداخلها لاتعرف ماهو ولكن أحساس بتغير قد حدث وظلت طوال الطريق تفكر وكلمته تتردد بداخلها فاطمة أحبك فهي لم تعرف الحب من قبل وكانت تسمع زميلاتها يتكلمون عن الحب وهي غير مهتمة وتري أنه كلام خيال ولعب عيال ومافكرت يوما أن يأتيها الحب من حيث لاتدري وعادت فاطمة الي بيتها تحمل بين ضلوعها شيئا ولد بداخلها لا تعرف أهو مايقولون عنه أنه الحب أم هو شئ آخر.
يا تري كيف ستمر فاطمة بهذه التجربه ؟!..
هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني