استيقظت سوسن في الصباح مبتسمة , وشعرت بسعادة كبيرة تغمر قلبها , فاليوم هو يوم فرح لديها , خطيبها احمد سيصل من سفره هذا اليوم , رائحة القهوة الصباحية تعطر المنزل , ارتجف شيئا في داخلها عندما عادت بذكرياتها , وكيف رشحتها عائلته للارتباط بها, حيث التقت عائلته بها في احدى الامسيات ودار الحديث عنها عدة مرات , ولم يمض اسبوعين حتى كانت العائلتين تجتمعان وتتبادلان اطراف الحديث حول موضوع الخطوبة , مر كل شيء بسرعة , وها هو الان يعمل في احدى الدول الاوروبية , لقد شعرت بإشتياق كبير له حيث مضى على غيابه قرابة السنة .. لم يكن بينهما سوى تبادل الرسائل عبر الايميل او التلفون , احمد هاديء الطباع , كثير الصمت , ربما يعبر بكلمة عن كل مايجول بخاطره , كان حبها له اكبر من كل التفاصيل وهو كان على قدر كبير من الشهامة والرجولة ومثقف لابعد الحدود , ازداد تعلقها به الا انه كان يعاملها بهدوء وجديه , كانت ابتسامته لاتفارق شفتيه , هي تعيش بحلم جميل , تغفو على صوته كانت تتمنى ان يسمعها كلمات الحب والغزل كان قلبها يتلهف على سماع تلك الكلمات , ابتسمت وغادرت سريرها واتجهت نحو الصاله , رأت والدتها منهمكه بالعمل بالمطبخ .
سوسن: صباح الخير ياامي ماالذي تفعلينه باكرا
الام : صباح النور حبيبتي لقد رايت من الافضل ان استيقظ باكرا ل اعد طعام الغداء ل خطيبك فانا سعيدة من اجلك كثيرا .
سوسن :اه امي وانا سعيدة كثيرا لا تتخيلي كم اشعر بسعادة كبيرة تملأ قلبي , اليوم سيكون موعدي مع احمد كم اشتقت اليه , سأذهب لأعد نفسي
ذهبت الى غرفتها وجهزت نفسها وارتدت فستانها الوردي وأسدلت شعرها على كتفيها وتعطرت بعطر رقيق ناعم , هاهي الان تقف على شرفة منزلها ترقب حضوره , ارتعش قلبها وبدأت دقات قلبها تتسارع عندما رأته يغادر سيارته , ركضت مسرعة الى الطابق الاول وسارعت نحوه بلهفه وشوق يغمران قلبها ووقفت امامه وابتسمت
سوسن : اه حبيبي الحمد لله على سلامتك كم انا سعيدة بحضورك
احمد: الله يسلمك سوسن وانا سعيد برؤيتك
اجتمعت العائله حول مائدة الغداء , وتبادلا اطراف الحديث حول عمله واحواله بالغربة , لازال كما عهدته هادئا ونظراته التي ذابت بها منذ رأته للمرة الاولى وابتسامته التي لاتفارق شفتيه ولكنه كان قليل الكلام .
احمد: سوسن هل نستطيع تناول القهوة على الشرفه ارغب بالحديث معك
سوسن : طبعا حبيبي , اه لا تتخيل كم مشتاقة للحديث معك
جلسا سويا على الشرفه
سوسن: اه احمد كم اشتقت اليك ياحبيبي كم جلست على تلك الشرفه أحدث القمر عنك وكنت أجلس لساعات لوحدي لاعيش معك بخيالي واحلامي
نظرت اليه ولازال صامتا وتابعت حديثها
سوسن: أحببت أن ارتدي فستاني الوردي فأنا أعلم بحبك لهذا اللون وأسدلت شعري , سيكون الان لدينا الوقت الكافي لنتحدث عن حياتنا معا عن مستقبلنا عن احلامنا , سيكون لدينا الوقت لتحديد موعد زواجنا , لا تعلم كم حلمت بهذا اليوم الذي سيجمعني بك في بيت واحد كم احبك كم اشتاق اليك
قاطعها بابتسامه
احمد: سوسن انتي فتاة جميلة طيبه , منذ رأيتك علمت كم تحملين قلبا رائعا وشعرت كم تتمتعين بصدق العاطفة , تلك الرومانسية التي أراها دوما في كلامك في ابتسامتك في رسائلك التي كنت اراها على الايميل , بصوتك وأنتي تحدثيني , لكني كنت عاجزا أمام كل ذلك , وكنت عاجزا أن أفعل شيئا , لم أشيء أن أحادثك أن أعلمك بما يجول في خاطري الا بعد حضوري الى هنا ورأيتك والتحدث اليك , سوسن لقد حاولت حاولت أن أغمض عيوني وأتخيلك معي في بيت واحد تحت سقف واحد حاولت , رسائلك كانت تمزقني تحرقني وأنا لا أستطيع أن أجيب عليها سوى انني اغلب أوقاتي أجد مبررا بأنني مشغول كثيرا , ولكنني لم أستطع لم أعد أتحمل,, سوسن ارجوكي حاولي ان تستوعبي ماأقول لا أستطيع الزواج بك لا أستطيع
نزلت تلك الكلمات عليها كالصاعقه لا تصدق ماتسمعه , لابد انها تح
لم
سوسن : انت تمازحني احمد اليس كذلك حبيبي ماالذي اسمعه لا أكاد اصدق ؟؟
احمد: سوسن ارجوكي افهميني حاولي أن تستوعبي ماأقول , حاولت أن أقنع نفسي بالزواج بك ولكني لاأملك لنفسي شيئا , عواطفي ومشاعري ليست ملكي
سوسن: ماالذي تقوله ؟؟ ايعقل ماأسمع ؟ ماالذي حدث ؟ لقد مر عام وأنا بانتظارك , احلم برؤيتك وأعد الساعات والدقائق لرؤيتك والان تقول لي لا استطيع الزواج بك ؟؟ ماالذي فعلته انا ؟؟ أي ذنب اقترفته لكي أنال كل هذا منك ؟؟ كنت انتظر موعد زفافنا بفارغ الصبر , والان تخبرني بانك لاتشعر ناحيتي باي حب ولا عاطفه ؟؟
احمد: سوسن إسمعيني , حاولت في غيابي وبعدي عنك أن اقنع نفسي لكني لم استطيع , لم أشعر بيوم من الايام انني مشتاق اليك , كنت اشعر بجفاف بحيرة بعذاب يؤرقني ليل نهار , لا أستطيع أن أخدعك لقد تعبت كثيرا ورأيت أنه من المناسب أن أحضر من سفري لاعلمك بما يجول في نفسي
سوسن: لا أصدق ماأسمع .. كانت تبكي بحرارة وهي تستمع اليه , وتابع حديثه
احمد : سوسن ارجوكي اسمعيني أنا أعلم بان قراري قد سبب لك الصدمة والالم وربما تجدي به نوعا من القسوة , أقسم بأنني اتعذب اكثر منكي وكما اخبرتك لا أستطيع ان اسيطر على نفسي على مشاعري أن أعيش فترة طويلة من الخداع معك لا أستطيع ان أخدع نفسي وأخدعك , سوسن دعيني اخبرك واطلعك عما في قلبي , لقد جاء ارتباطي بك كأمر طبيعي وكل المجتمعات تمر بمثل تلك الحالات أن يرى الاهل عروسة لابنهم , كنت أظن انني مع الايام سأحبك , وعندما ابتعدت اصبت بالحيرة والقلق , حيث انني لم استطع ان اجعل مشاعري وحبي اليك , ومضت الايام وانا أحاول دون جدوى ورأيت من المناسب لكلينا أن ننفصل بمثل هذا الوقت
أومأ رأسه قليلا الى الارض ثم رفع رأسه لازالت تبكي , ثم تابع حديثه :
- كانت أخت صديقي منذ رأيتها للمرة الاولى أحببتها , كانت ذات شخصية قوية وذات ابتسامة ساحرة , لقد أحببتها من كل قلبي , هذا الحب غير كل كياني , كان قلبي يرتجف عند رؤيتها , ورغبت بالتقدم اليها ولقد أيقينت في قرارة نفسي ان صديقي لن يرفضني كونه يعلم عني امور كثيرة وبيننا كثير من الحب والاحترام المتبادل , وسارعت الى طلب يدها ولكني فوجئت وصدمت عندما علمت انها على علاقة عاطفية مع ابن خالتها .. تهاوى كل شيء في حياتي , لم أستطع نسيانها, شعرت بالموت بالاختناق , ومازلت لتلك اللحظة أحبها وأعشقها .. كما اخبرتك حاولت نسيانها ولكن صورتها كانت تطاردني في كل مكان حتى اصبحت كالمجنون اراها في يقظتي ومنامي وفي كل مكان
سوسن لا أستطيع ان اخدعك اصبحت حياتي في متاهات وقلبي ابى ان ينساها هذا الحب حاولت الهروب منه لكن بدون جدوى , وظننت بخطوبتي منك انني استطيع النسيان وان ابدا من جديد , لكني هيهات هيهات كانت تسقط كل حساباتي , والحب والعشق يمزقان قلبي , سامحيني هذا مالدي لاقوله .
سوسن: احمد لازلت غير مصدقة ماأسمعه منذ رأيتك ادخلت الفرح والسرور الى قلبي وابتعد الحزن عن ايامي لماذا الان تقتلني وتعيد الى حياتي الحزن والالام , أهذا جزائي انني احببتك اهذا ماأنتظره منك بعد طول غياب , بعد انتظار مزق قلبي بعد سهر كل هذه الليالي ؟؟
احمد: سوسن لقد اخبرتك بكل مافي قلبي , لازالت أمامك الحياة بإمكانك اكمال دراستك وحصولك على شهادة علمية , ربما يكون مفتاح يفتح امامك كل ابواب النجاح والخير لمستقبلك وحياتك , لابد انك ستلتقين بمن يحبك , وتحبينه صدقيني سيعلم كيف يحبك ويحافظ عليكي , حاولي ان تجعلي الحياة تحمل اليك الفرح والحب , أعلم بمدى حيرتك وعذابك سامحيني سامحيني هذا مالدي ل اقوله لك الى اللقاء ..
لازالت تبكي بحرارة وغادر وهي لازالت تتأمل كلماته لم تستطع الحديث اكثر غابت عن الوعي وذهبت بخيالها الى الذكريات الجميلة , هذا هو قدرها.. ذهب احمد واخذ كل شيء جميل بحياتها .. هاهي صورته في غرفتها , لقد عاش في كل شيء في حياتها , لكنه ذهب وأخذ كل شيء ولم يعد اليها ابدا ..