يحكي أنه في إحدي الأحياء البسيطة..
كانت هناك إبنه لأم تعمل عملا بسيطا ووالدها متوفي...
كانت تدرس في الصف الأخير لها في الجامعة..
جميلة وجذابة تلفت إليها كل الأنظار لرقتها وبساطتها وروعة ابتسامتها وخفة ظلها ومِشيتها...
كانت كالطيور تغرد فتنشر ألحانها في الأجواء..
وكالوردة تنشر عطرها في كل مكان تضع فيه قدماها الصغيرتان..
وذات يوم أتي شابٌ لهذا الحي..كان يبدو عليه السمو والثراء..وتبدو علي ملامحه الوسامة والذكاء..كان آتٍ ليزور أحد أصدقائه المرضي في هذا الحي..
والتقت عيناه وعيناها..
فالتقي الشعاع الخارج من عينيها السوداوين البرّاقتين مع الشعاع الخارج من عينيه الزرقاويتين الجذابتين..فكونا شعاع واحد ذهبي أجمل من أشعة الشمس اللامعة في وضح النهار..واستمرت النظرات معلنة عن مولد إعجاب برئ بينهما
ومرت الأيام وكثر مجئ الشاب إلي الحي..وكثرت بينهما النظرات..إلي أن تحدث إليها في مرة وتعرفا..وتعددت بعد ذلك اللقاءات ...
في البداية تجاذبا أطراف الحديث ولكن مع الوقت ربط بينهما رباط الحب والهيام الشديد بعد أن كان كل منهما متجنب مايسمي بالحب أو الإقتراب منه..
كانا يفهمان بعضهما بنظرة العين.يمتلكان نفس الصفات والطباع..
يحبان نفس الأشياء ويكرهان نفس الأشياء..
كانت الأعين عليهما تحسداهما علي ماهما فيه..ولكن لم يتأثرا بل زادت علاقتهما ترابطا أكثر فأكثر.
كانت تُرضي كل منهما ابتسامة من الآخر..
وبعد فترة انسجموا حتي ظنوا أنهم روحا واحدة لا روحان..
وقرر أن يتقدم إليها فيتزوجها..وبالفعل تقدم إليها ولكن بعد أن تحدث إلي الأم وعرفت أصله وهوية أبيه..
ياللهول والكارثة التي حلت بهما ..
حقا إنها لصاعقة علي رؤوسهما..إن أبيه هو ذاته أبيها..
إنهما أخوان من نفس الأب وكانوا قد أقنعوها أن أباها قد توفي منذ سنوات عدة ..ولقد أخفيت عنهما الحقيقة...
ولكن قد عرفا الحقيقة بعد أن فات الأوان.بعد أن بنوا من أحلامهم قصور فسيحة ..
بعد أن قادوا الحياة بكل أمل وفرحة...ولكن الآن هيهات...فأصبح لقياهما صعب المنال..بل مستحيل..فهُدت القصور وتحول الأمل إلي يأس وتحولت الفرحة إلي حزن ...
فحزنت الإبنه حزنا شديدا عميقا.. وجرح الشاب جرحا داميا خطيرا.. ولكن هذا قدري وقدرك..
فلاهو ذنبي ولاهو ذنبك..